في ظل التغير السريع المحفوف بعدم اليقين، أصبحت القيادة الرشيقة من أهم عوامل نجاح المؤسسة. لكن مهلا لحظة! منذ متى اصبحت القيادة تمارس الرياضة؟ الامر ليس كذلك، القيادة الرشيقة هي مفهوم اداري حديث؛ يقصد به أسلوب القيادة المرن الذي يهدف الى تطوير الإدارة وتحسين أداء الموظفين. مسؤولو الموارد البشرية الذين ينتهجون مبادئ هذا النوع من القيادة يساهمون في تكوين قوى عاملة مبدعة وقادرة على حل المشكلات ومستعدة لأي تحدي قد يظهر. لأن (Agile Leadership) تساعد الموظفين على الاتسام بالكفاءة والفعالية والإنتاجية. ونظرا لتغيرات السوق الكبيرة والسريعة، فان القيادة الرشيقة أصبحت مطلبا أساسيا في الشركات. لنوضح هذا المفهوم ولنتعرف على مزاياه.
أهم ما جاء في هذا المقال
- في ظل التغير السريع المحفوف بعدم اليقين، أصبحت القيادة الرشيقة من أهم عوامل نجاح المؤسسة.
- القيادة الرشيقة هي مفهوم اداري حديث؛ يقصد به أسلوب القيادة المرن الذي يهدف الى تطوير الإدارة وتحسين أداء الموظفين.
- في المؤسسات التقليدية يتم اعتماد هيكل تنظيمي بيروقراطي، حيث ان المدير العام هو الذي يتخذ كل القرارات الاستراتيجية. بينما القيادة الرشيقة تعتمد اللامركزية التي تجعلها سريعة الاستجابة، محافظة على حصة الشركة في السوق.
- العناصر الأساسية للقيادة الرشيقة تتمثل في: التركيز على العملاء، انتهاج الثقافة التعاونية، النهج التكراري التصاعدي، التمكين، التكيف والمرونة.
- لا يوجد مجال واحد معين لتطبيق القيادة الرشيقة فيه. لأنه مع طبيعة الإدارة في عصرنا هذا فانه يمكن الاستفادة منها في كل المجالات.
- فلسفة القيادة الرشيقة تختلف عن باقي الأساليب في انها لا تعتمد على ركائز عمل ثابتة. بل على القائد ان يشخّص فريق العمل ويحدد ما هي نقاط قوته ومن ثم يقوم باستغلالها لتحقيق أفضل أداء للعمل.
- تعتبر أهم ميزة للقيادة الرشيقة انها لا تكتفي بإدارة المشروع أو المؤسسة فقط، بل علاوة على ذلك تعمل على إيصال المؤسسة الى مستوى عال من الكفاءة.
- أهم التحديات تنفيذ القيادة الرشيقة هي: التغير الثقافي، عدم التوافق، عدم تناسب الصناعة.
مفهوم القيادة الرشيقة (Agile Leadership)
هي مجموعة السلوكيات التي ظهرت حديثا في إدارة عمليات المؤسسات والتي تتميز بالمرونة والاستجابة السريعة للتغيرات في بيئة العمل. بداية ظهر هذا النوع من القيادة في مجال تطوير البرمجيات (Software Development) الا انه انتشر في عديد المجالات الأخرى للصناعات المختلفة. ويقوم مفهومها على ان الممارسات القيادية داخل المؤسسة لابد ان ترتكز على التكيف لتغييرات العمل مثل احتياجات العملاء، وان تعتمد على التعاون بين القادة والموظفين لمواصلة العمل في ظل مواكبة التغيير.
وهدفها هو إزالة العوائق التي تظهر بسبب التحديات التي تطرأ بشكل مباغت للمؤسسة. فانتهاج المرونة والابتكار يمّكن من تحويل التحدي الى فرصة جديدة. وبالتالي تتمكن المؤسسة من تحسين عملياتها والنجاح في السوق التنافسي.
الفرق بين المؤسسات التقليدية والمؤسسات الرشيقة
في المؤسسات التقليدية يتم اعتماد هيكل تنظيمي بيروقراطي، حيث ان المدير العام هو الذي يتخذ كل القرارات الاستراتيجية. لذا فانه عند حدوث تغيير في السوق، فان المؤسسة التقليدية تستغرق وقتا طويلا للاستجابة لذلك التغيير. وذلك بسبب أن القرار يأتي من الأعلى.
على سبيل المثال، الشركة (أ) قامت بالتخطيط لإطلاق منتج (ب) وتم الاستعداد والشروع في العملية. لكن السوق تغيرت بسرعة وأصبح العملاء يطلبون منتج اخر نظرا لتوفيره من عدة شركات منافسة. الان الشركة (أ) عليها ان تغير خطتها وفقا للمتطلبات الحديدة للسوق من اجل تلبية حاجة العملاء وعدم فقدانهم لصالح الشركات المنافسة. إذا كانت الشركة (أ) تنتهج القيادة الرشيقة في اداراتها فان القرار سيأتي من الخطوط الامامية التي تتعامل مع العملاء، لأنهم أول من يدرك توجه السوق. لكن إذا كانت الشركة مؤسسة تقليدية فان العملية ستطول وفي ذلك الوقت ستفقد عملائها وستتأخر عن اللحاق بالسوق.
ان اللامركزية التي تعتمدها (Agile Leadership) تجعلها سريعة الاستجابة، محافظة على حصة الشركة في السوق. فهي باعتمادها على تحديث العمليات فإنها تزيد من إمكانية الموظفين. كما تساهم في تحويل كل حالة فشل محتملة الى فرصة للتحسين والتعلم.
عناصر قيادة الأجايل
العناصر الأساسية للقيادة الرشيقة تتمثل في الخمس نقاط التالية:
- أولا، التركيز على العملاء: تعتمد على وضع العميل واحتياجاته في قلب عملية صنع القرار. وذلك بالاعتماد على فهم احتياجات العميل واتخاذ قرارات تعمل على تلبيتها.
- ثانيا، انتهاج الثقافة التعاونية: ترتكز على العمل الجماعي بالتواصل المفتوح وغير المقيد. لان هذا يعزز التواصل والتعاون والابتكار.
- ثالثا، النهج التكراري التصاعدي: يعتمد القائد الرشيق على القيام بعمليات بشكل تكراري، ويشجع الموظفين على تقديم زيادات تصاعدية بشكل متكرر كذلك.
- رابعا، التمكين: تحرص على تمكين الموظفين، وذلك من خلال منحهم الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار.
- خامسا، التكيف والمرونة: تعتمد على الاستجابة السريعة للمتغيرات، لذا فان القدرة على التكيف من أهم مستلزماتها.
أين يمكن استخدامها؟
لا يوجد مجال واحد معين لتطبيق القيادة الرشيقة فيه. لأنه مع طبيعة الإدارة في عصرنا هذا فانه يمكن الاستفادة منها في كل المجالات. الا انه توجد بعض المجالات التي خطت فيها هذه القيادة خطوات كبيرة لحد الان. فيما يلي بعض تلك المجالات:
- تطوير البرمجيات (Software Development)
في هذا المجال تستخدم منهجيات عديدة تتوافق مع القيادة الرشيقة، على سبيل المثال: أجايل (Agile) وسكرم (Scrum) وكانبان (Kanban).
- إدارة المشاريع (Project Management)
المشاريع ذات الطبيعة الديناميكية وبيئة العمل التي تتسم بغير التأكيد، تستعمل الاجايل لأنها تمنحها نتائج أفضل للمشروع.
- إدارة المنتجات (Product Management)
تطوير المنتجات يستخدم تحليل احتياجات العملاء لإدارة وتحسين المنتج، وهو ما يوفره تطبيق الأجايل لقادة المنتجات.
- قيادة الفريق (Team Leadership)
ممارسات القيادة الرشيقة تساعد في دعم الفريق وتوجيهه ما يسهل على قادة الفرق تقديم قيمة كبيرة لأعضاء الفريق.
المبادئ الأساسية لها
فلسفة القيادة الرشيقة تختلف عن باقي الأساليب في انها لا تعتمد على ركائز عمل ثابتة. بل على القائد ان يعتمد على الأداء الرشيق. فهو لا يتبع اساسيات ممنهجة بشكل لا يتغير. بل عليه ان يشخّص فريق العمل ويحدد ما هي نقاط قوته ومن ثم يقوم باستغلالها لتحقيق أفضل أداء للعمل. ولتسهيل هذه المهمة يمكن اتباع المبادئ الأساسية التالية:
- رفع مستوى الأداء من خلال وضع هدف واضح وتحديد الدور الأساسي لكل موظف في الفريق. بالإضافة الى توزيع المسؤوليات بطريقة تمنح كل عضو في الفريق قدرا من السلطة لاتخاذ القرارات.
- تطوير المواهب وتعزيز ثقافة الابتكار، فالقائد عليه ان يمنح فريقه متسع لإطلاق العنان لأنفسهم. كما يعمل بشكل مستمر على تحفيزهم وتشجيعهم.
مزايا القيادة الرشيقة التي ستفيد مؤسستك
تعتبر أهم ميزة للقيادة الرشيقة انها لا تكتفي بإدارة المشروع أو المؤسسة فقط، بل علاوة على ذلك تعمل على إيصال المؤسسة الى مستوى عال من الكفاءة. فهي تتميز بالتركيز على التحسينات التي من شأنها تطوير العمل الجماعي وتطوير الشركة.
بانتهاج الـ (Agile Leadership)، فإنك ستفيد مؤسستك من خلال استغلال الوقت بطريقة صحيحة. كذلك ينتج عن الاستغلال الأمثل للوقت تنفيذ الاعمال بشكل أسرع متيحا وقتا إضافيا للتطوير. إضافة الى خلق بيئة عمل تشجع على الابداع والابتكار.
تحديات تطبيق القيادة الرشيقة
تنفيذ الأجايل داخل أي مؤسسة قائمة لن يكون بالأمر اليسير كونها فلسفة جديدة قد تتضارب مع الأساليب الموجودة في داخل الشركات. فيما يلي سنذكر أهم التحديات وكيف يمكن تجازوها:
- التغير الثقافي: ان التحول من ثقافة مؤسسة الى ثقافة اخرى قد يسبب نشأة مقاومة للممارسات الجديدة. لذا يجب أولا ان يتم الاستثمار في مبادئ الأجايل (Agile) تجهيزا للتحول الثقافي. وذلك من خلال تدريب وتعليم القادة والفرق أيضا على مفاهيم هذه القيادة.
- عدم التوافق: الهيكل التنظيمي التقليدي الذي يعتمد على الهرمية لا يتوافق مع الإدارة الرشيقة. لابد من تغيير الإدارة لتسهيل الانتقال الى ممارسات واستراتيجيات رشيقة.
- عدم تناسب الصناعة: ليس كل المجالات ملائمة لتنفيذ الأجايل. أولا على الإدارة البحث والتأكد من ملائمة منهجيات القيادة الرشيقة مع طبيعة نشاط المؤسسة. بعدها إذا كانت ممكنة التنفيذ يجب التشجيع على التطوير المستمر بحيث تتناسب القيادة مع احتياجات المؤسسة.
الأفكار الختامية
في الأخير، يمكن القول ان القيادة الرشيقة ليست فقط أسلوب حديث للإدارة، بل هي أسلوب ضروري للشركات في بيئة العمل الحالية. من المهم ان تسعى كل شركة الى استخدام القيادة الرشيقة في نظامها. ذلك كون الاستجابة السريعة والتعامل مع التغيرات المفاجئة أصبحت من عوامل المنافسة.