مراحل تمويل الشركات الناشئة | تعرف على الأنواع والجولات التمويلية

مراحل تمويل الشركات الناشئة | تعرف على الأنواع والجولات التمويلية

مراحل تمويل الشركات الناشئة هي عامل أساسي لاستمرار الشركة ونشاطها. ولان التمويل هو العامل الفارق لنجاح أي عمل تجاري، فان الاحصائيات تفيد بفشل أكثر من 90 بالمائة من الشركات الناشئة في عامها الأول بسبب نقص التمويل. والشركات الناشئة تختلف عن بقية الشركات، فهي تكون سريعة النمو ومحفوفة بمخاطر اكثر. ولكي تصل الشركة الناشئة الى استقرار تجاري عليها المرور بعدة جولات تمويلية تمكنها من الظفر بالتمويل الكافي.

أهم ما جاء في هذا المقال

  • مراحل تمويل الشركات الناشئة هي عامل أساسي لاستمرار الشركة ونشاطها.
  • أنواع التمويلات هي: جولات التمويل (أ) و (ب) و (ج)، التمويل الجماعي (Crowd Funding)، القروض، المستثمرين الملائكة (Angel Investors)، رأس المال المخاطر أو المغامر (Venture Capitalists).
  • مراحل تمويل الشركات الناشئة هي: جولة ما قبل التأسيس أو ما قبل البذرة (Pre-Seed Funding) وجولة التمويل التأسيسي أو البذرة (Seed Funding) وجولة الاستثمار الأولى أو السلسلة أ (Series A Round) وجولة الاستثمار الثانية أو السلسلة ب (Series B Round) وجولة الاستثمار الثالثة أو السلسلة ج (Series C Round).
  • يكون التمويل فيما قبل البذرة من قبل المؤسسين أي من انفاقهم الشخصي.
  • جولة تمويل البذرة هي أولى جولات الاستثمار الخارجي والجولة التمويلية الرسمية الأولى.
  • جولة السلسلة أ تهدف الى الحصول على تمويل لاستهداف عملاء أكثر وتطوير المنتج وتحسينه.
  • جولة السلسلة ب مشابهة للسلسلة أ، الا انها تزيد عليها من ناحية شركات الاستثمار. كما انه خلال السلسلة ب تكون الشركة الناشئة تسعى الى دخول أسواق جديدة.
  • الغرض من تمويل الجولة ج هو التوسع الكبير او التمدد (Scale Up).
  • تتجاوز بعض الشركات الجولة ج (C) الى جولات إضافية (D) او (E).

المصطلحات الأساسية

قبل التطرق لأنواع وجولات التمويل، لابد من ان نعرج على اهم المصطلحات التي تتردد كثيرا في هذا الخصوص.

  • التمويل (Fund): قد يبدو مصطلح التمويل متعلقا بالحصول على الأموال الكافية، لكنه يتضمن كذلك كيفية إدارة هذه الأموال. ومن اجل ضمان نجاح تمويل العمل التجاري لابد من الالمام بالتخطيط المالي والمتابعة والإدارة لتحقيق الأهداف المالية المرجوة.
  • مؤسس الشركة (Founder) او المؤسسون (Co-founders): هو الأشخاص الذين يمتلكون فكرة ريادية. يقومون بتحويل الفكرة الى نموذج اولي ومن ثم الى شركة.
  • المستثمر (Investor): قد يكون رجل اعمال او شركة متخصصة، يمتلكون الاموال يرغبون في استثمارها في شركة. يمولون المشروع ويساعدونه على النمو مقابل الحصول على نسبة من ملكية الشركة.
  • التقييم (Valuation): هي عملية تحليل قيمة الشركة والتي يقوم بها عادة المستثمر من اجل معرفة وتحديد الأموال المستثمرة في هذه الشركة. من معايير هذه العملية تقييم فريق العمل وحجم السوق والمخاطرة واستراتيجية الشركة.

أنواع التمويلات

1. جولات التمويل

هي سلاسل التمويل التي تقوم الشركات الناشئة من خلالها بجمع المال. تتدرج قيمة المال والعمل من سلسلة الى أخرى تدرجا تصاعديا. يتم تقسيم هذه الجولات الى فئات تسمى ابجديا هي (أ) و (ب) و (ج) أو (A) و (B) و (C) الخ.

2. التمويل الجماعي (Crowd Funding)

هو طريقة لجمع وزيادة المال التمويلي عبر الاعتماد على جهود المجموعة. وهذه المجموعة يمكن ان تضم العائلة والأصدقاء والمستثمرين الافراد او الشركات. كما يوجد منصات للتمويل الجماعي التي تقوم عبرها الشركة الناشئة بعرض مشروعها وجمع المال من المساهمات. وتسمح هذه المنصات بتبسيط عرض الموارد ومشاركتها والاستفادة من الشبكات. فيما تمنح الشركة الناشئة للمساهمين فرصة شراء الأسهم بمبالغ صغيرة (مثلا 20 دولار) او تمنحهم مكافآت اخرى. 

3. القروض

يمكن للشركات الناشئة ان تحصل على قروض خاصة لها والتي تكون عادة قروض مصغرة. توجد العديد من أنواع القروض منها قرض إدارة المشاريع المصغرة، بطاقة الائتمان، القرض قصير الاجل، وغيرها.

4. المستثمرين الملائكة (Angel Investors)

المستثمر الملاك هو رجل اعمال او صاحب ثروة كبيرة يقوم باستثمارات في شركات ناشئة. وسمي بـ “الملاك” لأنه عادة يقدم على الاستثمار في شركات لن تنجح او فرص نجاحها ضئيلة. فالمستثمرون الملائكة يضخون أموال تتراوح من ألف دولار الى مليون دولار ويستثمرون في قطاعات مختلفة لتقليل المخاطر. يحثلون على ملكية في الشركة الناشئة لقاء استثمارهم. يعتبر المستثمرون الملائكة من اجل العناصر في النظام البيئي التمويلي وذلك لسهولة جمع المال منهم خاصة في المراحل المبكرة للريادة.

5. رأس المال المخاطر أو المغامر (Venture Capitalists)

هو التمويل الذي تحصل عليه شركة ناشئة تكون عالية المخاطر مع إمكانية كبيرة للنمو المتسارع. حيث يقوم عدد قليل من المشاركين باستثمار أموال ومبالغ كبيرة مقابل عائد مرتفع؛ يتخذ شكل استحواذ على الشركة الناشئة. ويحصل المستثمرون على عائد مرتفع لقاء رأس المال المخاطر. ويسمى هذا النوع من المستثمرين بالمستثمر المخاطر او المغامر او الجريء.

مراحل تمويل الشركات الناشئة

1. جولة ما قبل التأسيس – ما قبل البذرة (Pre-Seed Funding)

مرحلة ما قبل التأسيس هي مرحلة الأفكار، أين يكون المؤسسون في مرحلة التخطيط للعمل ودراسة الجدوى واعداد مقاييس الاداء. ليس بالضرورة امتلاك منتج او نموذج في هذه المرحلة؛ الا انه يجب امتلاك رؤية مستقبلية. لكن في اغلب الأحيان يمتلك الريادي مفهوم للشركة الناشئة او منتج الحد الأدنى (Minimum Viable Product) (MVP). ما يشجعهم على تطوير المفهوم الى شركة ناشئة ودخول السوق.

في هذه المرحلة يكون فريق العمل مكون من المؤسسين فقط او بضعة موظفين مع عدم وجود أي هيكلة تنظيمية واضحة. يكون التمويل فيما قبل البذرة من قبل المؤسسين أي من انفاقهم الشخصي. تعتبر مرحلة ما قبل التأسيس مرحلة من جولات الاستثمار الداخلي. المبلغ اللازم في هذه المرحلة هو المبلغ الذي يغطي التكاليف المبدئية لبناء المنتج وإطلاق المشروع.

2. جولة التمويل التأسيسي – البذرة (Seed Funding)                

جولة تمويل البذرة هي أولى جولات الاستثمار الخارجي والجولة التمويلية الرسمية الأولى. هنا تسعى الشركة الناشئة للحصول على تمويل من مستثمر ملائكي او رأس مال مخاطر او من قبل مسرعات الاعمال. الهدف من جولة التمويل التأسيسي هو البدء في تحقيق المبيعات والارباح.

ترجع تسمية الجولة بـ “البذرة” للتشابه الموجود بين إطلاق شركة ناشئة وزراعة نبتة. فكلاهما يبدأ بفكرة او بذرة يتم رعايتها حتى تنمو وتنضج. تشير الاحصائيات الى حصول العديد من الشركات على التمويل البذري الا ان 54% يفشلون في الانتقال الى الجولات التمويلية اللاحقة.

3. جولة الاستثمار الأولى – السلسلة أ (Series A Round)

في هذه المرحلة تحتاج الشركة الناشئة لتمويل حتى تستطيع التوسع في الأسواق المحلية. جولة السلسلة أ تهدف الى الحصول على تمويل لاستهداف عملاء أكثر وتطوير المنتج وتحسينه. لذا يلجأ رواد الاعمال الى البحث عن تمويل من شركات التمويل الجماعي او حاضنات الاعمال او صناديق الاستثمار.

في جولة الاستثمار الأولى لابد للشركة الناشئة من امتلاك خطة مالية مفصلة؛ تستعملها لإقناع المستثمرين. وتدخل الشركة الناشئة في هذه الجولة بعد ان تكون قد حققت عوامل كفاءة الأداء (KPIs) الأولية. متمثلة في قاعدة ثابتة من المستخدمين وارباح ثابتة حتى وان كانت قليلة.  

الشركة الناشئة التي تنجح في حصد تمويل السلسلة أ، تستعمل هذه الأموال في التطوير والتحسين وابحاث السوق وتقوية المنتج؛ بالإضافة الى تغطية أجور الموظفين. لذا فإنها من أهم المراحل التمويلية ويطلق على الفشل فيها “انهيار الجولة أ” او “أزمة السلسة أ” (Series A Crunch) وهو كثير الحدوث للعديد من الشركات الناشئة.

4. جولة الاستثمار الثانية – السلسلة ب (Series B Round)

عندما تنجح الشركة في الجولة الأولى فإنها تبرهن للمستثمرين بانها قادرة النجاح بشكل أكبر. فتدخل للجولة التمويلية الثانية. جولة السلسلة ب مشابهة للسلسلة أ، الا انها تزيد عليها من ناحية شركات الاستثمار. كما انه خلال السلسلة ب تكون الشركة الناشئة تسعى الى دخول أسواق جديدة. بعض الخبراء يرون ان الغرض من هذه الجولة هو البناء لذا تتردد عبارة (B For Building). التمويل الذي تناله الشركة الناشئة خلال هذه الجولة يستعمل في تطوير الاعمال (Business Development). فيتم الاستثمار في الدعاية والاعلانات والتوسع والدعم الفني.

5. جولة الاستثمار الثالثة – السلسلة ج (Series C Round)

إذا وصلت الشركة الناشئة الى الجولة الثالثة فإنها تكون قد حققت بالفعل نجاحا باهرا. ويكون من السهل على رواد الاعمال استقطاب الاستثمارات. لان المستثمرين يكونون بالفعل يسعون لإيجاد فرص استثمارية مشابهة. والغرض من تمويل الجولة ج هو التوسع الكبير او التمدد (Scale Up). حيث تهدف الشركة الناشئة الى الاستحواذ على شركات اخرى منافسة، او الانتشار في أسواق جديدة، او امتلاك حصة سوقية أكبر. بمعنى ان الغرض من تمويل الجولة ج هو جعل الشركة رائدة السوق (Market Leader). في أغلب الأحيان، الجولة الثالثة هي الجولة الاخيرة من مراحل التمويل التي تمكن الشركات من الاكتتاب العام. لذا يطلق عليها “جولة المناقصة”.

6. جولات اخرى

تتجاوز بعض الشركات الجولة ج (C) الى جولات إضافية (D) او (E). تكون الجولة (D) بهدف رفع قيمة الشركة أكثر قبل الاكتتاب العام. وذلك حتى تتمكن من دخول البورصة بسعر كبير للأسهم. عدد قليل من الشركات يواصل الى الجولة (E) وذلك في حالة عدم جهوزية الشركة للظهور للعلن وحاجتها لمزيد من التمويل.

الأفكار الختامية

بشكل عام يمكن القول ان كل شركة ناشئة تمر بمرحلتين أساسيتين. مرحلة الفكرة والتي يقوم خلالها الريادي بالعمل بشكل كبير على المنتج والنموذج التجاري. ويعتمد فيها على التمويل الشخصي او من العائلة والأصدقاء. ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة جذب الانتباه حتى يتحصل على تمويل من المستثمرين. وبعدها باستغلال التدفق المالي في تحسين المنتج وبناء الشركة وتوسيعها وجني الأرباح.