كتاب من صفر الى واحد لبيتر ثييل | معلومات حول الشركات الناشئة

الانتقال من صفر الى واحد هو الانتقال من لا شيء إلى شيء. اي خلق شيء من العدم أو ابتكار شيء لم يوجد من قبل، وهذا هو بالضبط جوهر الابتكار. في كتابه العبقري من صفر الى واحد، يتحدث بيتر ثييل من واقع تجربته في بايبال (PayPal) وبالانتير (Palantir) ليقدم دليلا للشركات الناشئة وكيفية صناعة المستقبل. ان “من صفر الى واحد” يوضح عدة محاور أساسية تتمثل في الفرق بين التوسع الأفقي والرأسي، وتوضيح نجاعة التوسع الرأسي، وكيف ان الاحتكار هو الأكثر فائدة للمستثمرين والرواد، بالإضافة الى ضرورة وضع خطط مرنة وقصيرة المدى.

لمحة عن المؤلفين

بيتر ثييل هو رائد اعمال ومستثمر ناجح للغاية، فقد بدا مسيرته مع بايبال في سنة 1998 ثم أنشأ بالانتير، كما انه اول مستثمر خارجي لفيسبوك وقد عمل مديرا بها ايضا. كذلك في مجال الاستثمار، قد قدم تمويلا مبكرا للعديد من شركات التكنولوجيا على سبيل المثال شركة لينكد ان (LinkedIn). بيتر ثييل شريك في مؤسسة رأس المال الاستثماري المغامر Founders Funds والتي مولت SapceX وAirbnb وYelp وSpotify.قام بيتر ثييل بتقديم محاضرات بجامعة ستانفورد في سنة 2012 بعنوان “علوم الكمبيوتر 183: الشركات الناشئة” اين حضرها بليك ماسترز حين كان طالبا بكلية الحقوق آنذاك. وقد قام بليك بتسجيل ملاحظات تفصيلية عن المحاضرات، ثم قام بيتر ثييل بمراجعتها معه واخراجها في كتاب من صفر الى واحد.

ملخص كتاب من صفر الى واحد

بيل غيتس القادم لن يبني نظام تشغيل، والشركة الناجحة القادمة هي التي تنتقل من صفر الى واحد. هذا ما تحدث عنه بيتر ثييل في كتابه بعنوان “من صفر إلى واحد: معلومات حول الشركات الناشئة أو كيفية صناعة المستقبل” والذي ألفه مع بلايك ماسترز.

الكتاب جاء في 14 فصلا، يحمل كل فصل في طياته مجموعة من الأفكار العملية والحلول التي يمكن تطبيقها لإنشاء الشركات وتحقيق الأرباح. يتحدث عن التوسع الأفقي والتوسع الرأسي. حيث أن التوسع الأفقي هو الانتقال من واحد الى العدد (ن)، إذا كان لديك طابعة واحدة ثم قمت بصناعة 100 طابعة فهذا توسع أفقي. أما التوسع الرأسي فيتم تحقيقه بابتكار شيء جديد كليا، أي الانتقال من صفر الى واحد. هذه القفزة، من الصفر الى الواحد هي أعظم قفزة ممكنة، انها أعظم من الانتقال من واحد الى 10 او حتى الى 100.

كما يجادل ثيل بأنه في حين أن أسهل طريقة للتقدم هي في كثير من الأحيان القيام بتصنيع المزيد من نفس الشيء بالتكلفة الرخيصة، فإن الإبداع البشري والتقدم التكنولوجي هو ما يحمل قيمة حقيقية. وأنه على أولئك الذين يبتكرون شيئًا جديدًا أن يصبحوا احتكارًا او محتكرين وأن يتجنبوا المنافسة، والتي يمكن أن تؤدي إلى أرباح كبيرة في المستقبل. لأنه عندما نصنع المزيد من الشيء نفسه، تكون المنافسة شديدة، وتقل الربحية.

وبالتالي فان “من صفر الى واحد” يوضح محاور أساسية عديدة أهمها هي مفهوم والفرق بين التوسع الأفقي والرأسي، وتوضيح أهمية التوسع الرأسي، وتوضيح فائدة الاحتكار للمستثمرين ورواد الاعمال، بالإضافة الى ضرورة التخطيط ووضع خطط مرنة وقصيرة المدى.

أهم ما جاء في الكتاب

الفصل 1: تحدي المستقبل

يتناول هذا الفصل مفهوم المستقبل وكيف ان التكنولوجيا هي الأكثر أهمية، حتى أكثر من العولمة التي لا تساوي شيء بدون التكنولوجيا. ويرى المؤلف ان الشركات الناشئة التي تمتاز بالمرونة ستكون هي مصدر التكنولوجيا التي ستقود المستقبل. كما يتحدث عن نوعي التوسع او التقدم. يوجد تقدم أفقي وهو التوسع من خلال نسخ الأشياء أي الانتقال من 1 الى (ن). وتقدم رأسي أو عمودي وهو ابتكار شيء جديد كليا.  

الفصل 2: احتفل كما لو كنت في عام 1999

تدور فكرة هذا الفصل حول التعامل مع التغيرات وضرورة التخطيط بخطط قصيرة الأجل. حيث يرى المؤلف ان التخطيط قصير الأجل يساهم في التعامل بمرونة أكبر مع الظروف والمتغيرات الطارئة. وقد تحدث هذا الفصل عن فقاعة الانترنت والتعامل الخاطئ الذي تعامل بها البعض مع الامر، فقد أصيبوا بالجنون في التسعينات وابتعدوا عن التوازن والحذر. وقد نتج عن انفجار فقاعة الانترنت أربعة دروس مهمة للرواد وهي:

1. أحرز تقدما تدريجيا: الطريق الوحيد الامن للمضي الى الامام، هي الخطوات التدريجية الصغيرة.
2. ابق رشيقا ومرنا: عليك التعامل مع لريادة الاعمال باعتبارها تجربة رافضة للثوابت.
3. تفوق على المنافسين: ابدأ مع عميل موجود بالفعل وتفوق على المنتجات التي يقدمها منافسوك الناجحون.
4. اهتم بالمنتج وليس المبيعات: إذا كان منتجك يتطلب دعاية لكي يباع، فهو ليس جيدا بما يكفي.

الفصل 3: كل الشركات السعيدة مختلفة

يتمحور هذا الفصل حول العامل المشترك بين كل الشركات الناجحة – والتي هي شركات سعيدة – الا وهو الاحتكار الإيجابي أي تحقيق شيء مبتكر يحل مشكل ما ويصعب على المنافسين التغلب عليه. عكس الاحتكار هو المنافسة والشركة التنافسية حسب المؤلف تضطر الى البيع بسعر السوق أي العرض والطلب، بينما الشركة المحتكرة تمتلك سوقها الخاص.

الا ان الشركات الاحتكارية تروج الى أكاذيب بيضاء حول نفسها، لكيلا يتم دعوتها بانها احتكار وبالتالي تتفادى التدقيق من الجهات الحكومية. في عالمنا الديناميكي، فان الاحتكارات تعتبر قوى إبداعية تخلق خيارات متعددة للناس.

الفصل 4: أيديولوجية المنافسة

يناقش ثييل في هذا الفصل كيف ان المنافسة هي أيديولوجية تشوه التفكير. الاحتكار الابتكاري يعني منتجات جديدة تفيد الجميع وارباحا مستدامة للمبتكر. أما المنافسة فتعني عدم وجود تمايز ذي معنى، ووجود كفاح من اجل البقاء. في عالم الاعمال، المنافسة تجعل الناس يفقدون أهدافهم المهمة في اثناء تركيزهم على منافسيهم. والمنافسة تقير العداء المهووس وبالتالي تحد من الرؤية ومن الإمكانيات الإبداعية. عند المنافسة لابد من اختيار المعركة الصحيحة، إذا لم يكن الحال كذلك فان الاندماج مع الخصم هي أفضل طريقة لحل المنافسة.  

الفصل 5: مزية صاحب الحركة الأخيرة

يتطرق المؤلف في الفصل الخامس الى أهمية ان تفكر في نهاية اللعبة للنجاح. ان تدخل السوق أولا هو امر جيد لكن الأفضل هو ان تكون صاحب الحركة الأخيرة. عليك ان تبدأ بشكل صغير وتجد مكانك ثم تقوم بالارتقاء والوصول الى الاحتكار. لان الفرار من المنافسة يمنحك شركة محتكرة، لكن لن تكون الشركة المحتكرة مشروعا عظيما الا إذا استطاعت الصمود في المستقبل. وعدد ثييل صفات الاحتكار في أربعة نقاط هي:

1. التكنولوجيا الخاضعة لحق الملكية
2. تأثيرات الشبكة
3. اقتصاديات الحجم
4. العلامات التجارية

الفصل 6: انت لست تذكرة حظ

الفصل السادس يطرح التساؤل: هل النجاح هو وليد الحظ او العمل الجاد؟ يجيب المؤلف بتساؤل اخر هو: إذا كنت تأمن بان حياتك بصفة أساسية مسألة حظ، فلماذا تقرأ هذا الكتاب؟ ويقسم المؤلف النظرة الى المستقبل في اربعة صور هي: التشاؤم غير المحدد – التشاؤم المحدد – التفائل المحدد – التفائل غير المحدد. كما يدعوا الى الضرورة الملحة لإيجاد طريقنا للعودة الى مستقبل محدد. 

الفصل 7: تتبع المال

يتمحور هذا الفصل حول قانون قوة رأس المال المغامر، مفهومه ولماذا لا يرى الناس قوته وماذا يجب ان نفعل بهذا القانون. حيث يرى بيتر ثييل ان قانون القوة لا يعنى بأهميته المستثمرون وحسب، بل هو مهم للجميع، فالجميع مستثمر وبالأخص رائد المشاريع لأنه يستثمر بشكل كبير بمجرد قضاء وقته في العمل على شركته الناشئة. 

الفصل 8: أسرار

هذا الفصل يدور حول الاسرار، لكن ليس الاسرار الحقيقية بل الاسرار بمعنى الاكتشافات. ان كل شيء كان تقريبًا غير معروف، والأشياء التي تبدو واضحة اليوم لم تكن دائمًا كذلك بل كان لابد من اكتشافها. كل فكرة من الأفكار المشهورة والمعروفة اليوم، كانت ذات يوم مجهولة وغير معروفة.    

قد يعتقد الناس انه لم بعد هناك شيء لاكتشافه وبأن التكنولوجيا قد اجابت على جميع الأسئلة، الا ان هذا غير صحيح. لا يزال هناك العديد من الاكتشافات المذهلة والامور المدهشة التي علينا القيام بها، علينا فقد ان نحاول.

الفصل 9: الأسس

يتناول الفصل التاسع الأسس، لان الاخطاء المبكرة يمكن ان تكون قاتلة للشركات الناشئة. يتحدث المؤلف عن توخي الحذر في إيجاد الشريك المؤسس والبدء بالفريق المناسب. وضرورة التنظيم وتحديد المهام مع عدم الخوف من تقييد الابداع لان الابداع لا يزدهر في ظل الفوضى.

ويرى ثييل ان ثلاثة أعضاء في مجلس الإدارة هو العدد الصحيح لإدارة الشركة أحسن إدارة والوصول الى القرارات وتفادي الصراعات. وذكر المؤلف ثلاثة مفاهيم اعتبرها مفيدة لتوقع الأسباب المحتملة لغياب الانحياز وهي:

• الملكية: من يملك بصورة قانونية أسهم الشركة؟
• الحيازة: من يدير الشركة فعليا بصورة يومية؟
• السيطرة: من يحكم رسميا شئون الشركة؟

الفصل 10: اليات المافيا

الفصل العاشر يكشق اسرار تكوين فريق مثالي، يتحدث ثييل عن فريق مافيا بايبال، مافيا بايبال هو الاسم الذي أطلقته الصحافة على الفريق الذي وظفه بيتر ثييل في بداية تأسيس شركة بايبال. وبعود السبب في التسمية الى ان مل عضو من هذا الفريق بعد ان خرج من شركة بايبال بعد بيعها، قام بتأسيس مشروع جديد ناجح. حيث ان المافيا تتكون من:

• إيلون ماسك مؤسس تيسلا وسبيس اكس (Tesla & SpaceX).
• رييد هوفمان مؤسس موقع لينكد إن (LinkedIn).
• ستيف شن، شاد هارلي، وجواد كريم الذين أسسوا موقع يوتيوب ().
• جيرمي ستوبلمان وراسيل سيمونس أسسا موقع يلب (Yelp).
• ديفيد ساكس شارك في تأسيس يامر (Yammer).
• بيتر ثييل أسس شركة تقنيات بالانتير (Palantir).

الفصل 11: إذا بنيته، فهل سيتوافدون؟

هذا الفصل يبين أهمية المبيعات، حيث ان على الرغم من ان المبيعات موجودة في كل مكان، يقلل معظم الناس من أهميتها. في حين ان المبيعات عالية المستوى والترويج يمكنهما صناعة احتكار. لذا لابد لك من إعطاء المبيعات حقها والحصول على قناة توزيع واحدة على الأقل لكيلا تفشل. لا يمكنك ام تتوقع ان يتوافد عليك العملاء والمستثمرون لمجرد ان منتجك رائع. انت لا تقوم ببيع منتجك للعملاء فقط، بل كذلك للمستثمرين والموظفين، لا تتوقع ان يجد الجميع الطريق الى باب منزلك، عليك ان تقوم بتطوير استراتيجية العلاقات العامة.

الفصل 12: الانسان والالة

يتطرق الفصل الثاني عشر الى العلاقة بين الانسان والالة، وكيف ام الناس تخشى من ان تحل أجهزة الكمبيوتر محلها. يرى ثييل ان الاختلاف بين الانسان والالة هو ان الانسان قادر على اتخاذ قرارات معقدة في حين ان الالة جيدة في معالجة البيانات بكميات ضخمة. وأجهزة الكمبيوتر ليست الا أدوات تقوم على علاقة تكامل مع الناس ولا تحل محلهم.

الفصل 13: إدراك التكنولوجيا الخضراء

هذا الفصل تحدث عن شركات التكنولوجيا الخضراء وأسباب فشلها وكيف يمكن ان تنجح. ان التوقيت الجيد يصنع الفارق، الا ان معظم شركات التكنولوجيا النظيفة لم تكن سريعة النمو بالشكل الكافي لتنجح. يرى المؤلف انه لكي تنجح شركة التكنولوجيا النظيفة لابد لقادة الشركة ان يكونوا خبراء في المنتج كالمهندسين مثلا. كما يؤكد على أهمية المبيعات وتكوين الفريق المناسب.

الفصل 14: مفارقات المؤسسين

في الفصل الأخير ووفقا للمؤلف ان المؤسسين ليسوا بأناس عاديين، المؤسسون هو اشخاص يمتلكون صفات غير عادية تقوم بتعزيز نفسها بنفسها. يقول ثييل ان المؤسسين يتصرفون بشكل مختلف ويبالغون في التصرفات المتطرفة. وان الشركات تحتاج الى المؤسسين حتى لو كانوا غريبين بعض الشيء.     

اقتباسات من كتاب من صفر الى واحد

• ان المكسب اهم من الخسارة، لكن الكل يخسر حين تكون الحرب لا تستحق خوضها.
• ان الشركة الناشئة هي أكبر مسعى يمكنك السيطرة عليه. ويمكن ان يكون لك تأثير ليس على حياتك فقط، وانما كذلك على جزء صغير ومهم من العالم. ويبدأ برفضك الطغيان الجائر لفكرة الحظ. فأنت لست تذكرة حظ.
• القدرات الفنية ومجموعات المهارات التكميلية مهمة، ولكن من المهم كذلك إدراك مدى نجاح المؤسسين في معرفة بعضهم البعض ومدى نجاحهم في العمل معا. وعلى المؤسسين ان يتشاركوا خلفياتهم السابقة قبل انشاء شركة معا – والا فسيتوقف نجاحهم على الحظ.
• الملكية: من يملك بصورة قانونية أسهم الشركة؟ الحيازة: من يدير الشركة فعليا بصورة يومية؟ السيطرة: من يحكم رسميا شئون الشركة؟
• ان الشركات الناشئة عليها ان تجعل العاملين الأوائل لديها متشابهين من الناحية الشخصية بقدر الإمكان. فالشركات الناشئة لديها موارد محدودة وفرق صغيرة، وعليها ان تعمل بسرعة وكفاءة لكي تحافظ على بقائها. ومن الاسهل القيام بهذا الامر حين يتشارك الجميع الفهم نفسه للعالم.
• نحن جميعا نريد ان يصدق اننا نقرر لأنفسنا، وان المبيعات لا تؤثر فينا. ولكن هذا غير صحيح. فكل شخص لديه منتج يريد ترويجه – سواء أكنت موظفا أو مؤسسا أو مستثمرا. وينطبق هذا حتى إذا كانت شركتك تتكون فقط منك انت وحاسبك. انظر حولك. إذا لم تر أيا من موظفي المبيعات، فانت موظف المبيعات.
• ان الشركة التي ستقدم حلا ممتازا لمواجهة مشكلة محددة من مشكلات الطاقة هي وحدها التي سوف تستطيع تحقيق الأرباح. ولن يكون هناك ابدا أي قطاع مهمًّا بدرجة تجعل من مجرد المشاركة فيه سببا كافيا لبناء شركة عظيمة.
• على المشروع القيم ان يبدأ بالعثور على مساحة صغيرة والسيطرة على سوق صغيرة.

الأفكار الختامية

العالم مملوء بالأمور المكررة والمألوفة لذا فان قادة المستقبل لابد لهم من التفكير بأنفسهم في ابتكار شيء جديد دون تكرار ما نفذه الاخرون بالفعل. من صفر إلى واحد هو كتاب ممتاز للناس الذين ينشطون حاليا في مجال الأعمال وللناس الراغبين في إطلاق شركات ناشئة. ويعتبر من الكتب الرائدة في مجال الاستثمار والريادة لأنه يساعد رواد الاعمال المبتدئين للارتقاء في هذا المجال.